شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[النظر للعلم بوجود المدبر الحكيم]

صفحة 38 - الجزء 1

  يوجد عليها، لا بقاء لها كالأجسام، فمنها: الألوان، والروائح، والتأليف، والرطوبات، والاعتقادات، والقُدَر، والعجز، والكلام، والشهوات، والنفور، والحرارات، والبرودات، والفناء، والحياة، والموت، والاعتمادات، والشبع، والجوع، والعطش، والرِّي، والبشر، والشهوة، ترجع إلى القادرين، وبعضها من فعل رب العالمين، بل به يقال، وكذلك للمتعلمين، ليعرفوا هذه الأحوال، ويتيقنوها في الاعتقاد والمقال، فرقاً بين الأجسام والأعراض، وَحدُّهَا أنها تَعْرِضُ في الوجود، ولايجب لها من الحكم في اللبث مايجب للأجسام، ولايصح أن تنتفي من الجسم مع وجوده. والكلام في هذا الباب يتعلق بالأسماء دون المعاني، فاقتضى أن نسهل فيه.

  وجملة مايجب أن نُحَصِّل في ذلك أن الأعراض ثلاثة أضرب فمنها: مايختص المحل، ومنها مايختص بالحي، ومنها ماينافي المَحَالّ، ولاتتعلق بحي ولامحل، ذكر أنها تختلف في أنفسها، وتدرك في أُسّها بالحواس، خلافاً لبعض أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم من العوام.

  وكان الصاحب الجليل أبو القاسم إسماعيل بن عباد يقول: إذا اختلط الأسود بالأبيض رئي كأنه أغبر.