شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[ذكر الفترة والعمل فيها]

صفحة 119 - الجزء 1

  تقرب من الصدر، عَبَّر بذلك للمجاورة والقرب، كما ذهبت العرب في أقاويلها على ذلك.

  (وليست فترة من الهدى، ولكنها فترة من الرسل والإرشاد، وفيها كتبه وحججه، وبقايا من أهل العلم يحيون العلم ويحيون به)

  قد ذكرنا شرح الفترة. (من الهدى والإرشاد)، يريد الهدى نصب الأدلة ومايتوصل به المكلف إليها، وكذلك الإرشاد، وهو العقل، والكتاب، والسنة.

  (ولكنها فترة من الرسل): زمان ليس فيه الرسول، و (فيه كتبه وحججه)، أي: وعِلْم حججه. (وبقايا من أهل العلم)، هم أهل الشريعة من فقهاء الأمة وخلفاء الأئمة وجلاء الظلمة.

  (بقايا) أي آخر أهل العلم، هم أهل الشريعة من فقهاء الأمة، ممن عرف جملة من علم الأصول والفروع، وتفاصيل من هذين الفنين، واختلاف مذاهب الناس في أديانهم ولغتهم، لاسيما اللغة العربية، فإنها أولى بالمعرفة، لمايتعلق بمعرفتها من الأسماء والمعاني وفصل الخطاب، في الجاهلية والإسلام، وجميع الأحكام والفرائض والسنن، والتقديم والتأخير، والإطناب والإسهاب،