شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[ذكر الفترة والعمل فيها]

صفحة 121 - الجزء 1

  (قد تمسكوا بنور كتابه، وعرفوا مواقع حججه، في كل بدعة حدثت، أو شبهة نزلت).

  (تمسكوا بنور كتابه)، أي بعلم الكتاب من محكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله، وجميع وجوهه.

  (وعرفوا مواقع حججه)، وهو معرفتهم بمواقع الحجج بما يحتاجون إليه إذا سألهم أهل الإلحاد، الذين قال فيهم [أمير المؤمنين] ~: «وبقي رجال غَضَّ أبصارَهم ذكرُ المرجع، وأراق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد نَادّ، وخائف مقموع، وساكت مكعوم، وداع مخلص، وثكلان موجع، قد أخملتهم التقية، وشملتهم الذلة، فهم في بحر أجاج، أفواههم ضامرة، وقلوبهم قَرِحَة، قد وعظوا حتى ملوا، وقُهِرُوا حتى ذلوا، وقُتِلُوا حتى قلوا».

  (في كل بدعة حدثت) أي أحدث المبتدعون.

  (أوشبهة نزلت) أي تمويه بشبهة، وقد قدمنا الكلام في الشبهة.

  قال أمير المؤمنين ~: «وإنما سميت الشُّبْهة شبهة لأنها تشبه