شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[ذكر الفترة والعمل فيها]

صفحة 122 - الجزء 1

  الحق، فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين، ودليلهم سَمْت الهدى، وأما أعداء الله فدعاؤهم الضلال، ودليلهم العمى».

  (نزلت)، أي اتصلت من مشبه بها على مثال الحق.

  (فهم من الناس في أذى وجهد، ومن الله سبحانه في كلءة وحفظ).

  أذى الناس لهم قلة المبالاة بهم، والاحتقار لهم، والإغماض لحقهم، وليسوا بالناس الذين قال النبي ÷ إلا على المثال الذي شبههم به، وهو: «الهمج الرعاع»، وهو ذباب الكنيف، بل صغير الحيوان، وقد أجهدوا أنفسهم في تذكيرهم ووعظهم، وفي الانتزاح عنهم والهرب منهم، والله ø يكلؤهم ويحفظهم من سطوتهم، واستباح المحظور منهم، حتى يعلم أن ذلك زيادة فيما يدلهم عليه، ويكثر علمهم لديه، فهذا معنى قوله: (وهم من الله في كلاءة وحفظ).

  ثم قال # في وصفهم وقلة عددهم: (فهم الأقلون عدداً، والأعظمون عند الله قدراً).

  ثم قال #: (ولن تخلو أمة من مغتال لها، مفرق لجماعتها، وآخر داع إلى هداها وصلاحها).