لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثاني الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(4) خروج علي # من مكة إلى المدينة

صفحة 16 - الجزء 1

(٤) خروج علي # من مكة إلى المدينة

  كان النبي ÷ قد أمر عليًّا # أن يبقى بعده في مكة حتى يؤدي الودائع والأمانات التي كانت عند رسول الله ÷ للناس في مكة، فقد كانت عنده أمانات وودائع كثيرة للناس؛ لأنه محل الثقة والوفاء والصدق، وكذلك خلفه رسول الله ÷ ليخرج أهله من مكة إلى المدينة ليلحقوا برسول الله ÷، فأقام علي # في مكة ثلاثة أيام حتى أدى عن رسول الله ÷ الودائع والأمانات التي كانت عنده، ثم خرج إلى المدينة بالنساء ومن جملتهم فاطمة بنت رسول الله ÷ وفاطمة بنت أسد كافلة رسول الله ÷ وأم الإمام علي # فلاقى الشدائد والمصائب.

  وكان علي # يمشي ليلًا ويكمن نهارًا حتى لحق بالنبي ÷ وهو في قباء، ولما وصل وبلغ النبي ÷ قدومه قال: «ادعوا⁣(⁣١) لي عليًّا» فقالوا: يا رسول الله، لا يقدر أن يمشي على قدميه، فأتاه النبي ÷ فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة له، ولما رأى ما بقدميه من الورم وأنهما يقطران دمًا تفل رسول الله ÷ في يده ومسحهما ودعا له


(١) رواه أبو طالب # في الأمالي (١٢١)، وأبو العباس الحسني # في المصابيح (٢٢٧)، ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (١: ٣٦٥)، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٢: ٦٨)، وابن الأثير في الكامل (١: ٦٩٨)، وفي أسد الغابة (٤: ٨٧) رقم (١٠٩٧).