لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثاني الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(2) موقف قريش من الهجرة

صفحة 10 - الجزء 1

(٢) موقف قريش من الهجرة

  لما رأت قريش أصحاب رسول الله ÷ يهاجرون إلى المدينة وأن للنبي ÷ وللإسلام من ينصرهم، وهم أهل المدينة: الأوس والخزرج، ويسمون لذلك الأنصار، لما رأت قريش ذلك حذرت خروج رسول الله ÷ من مكة إلى المدينة، فاجتمعوا في دار الندوة فقال بعضهم: احبسوه وقيدوه بالحديد، وقال قائل: ننفيه من بلدنا، وقال أبو جهل: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة شابًا نسيبًا ويعطى كل واحد منهم سيفًا قاطعًا، ثم يضربونه ضربة رجل واحد فيقتلونه، فيتفرق دمه في القبائل، ثم اتفقوا على رأي أبي جهل، قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ٣٠}⁣[الأنفال]، فأتى جبريل # رسول الله ÷ فقال: «لا تبت هذه الليلة على فراشك». فجاءت قريش إلى بيت رسول الله ÷ وقت العتمة⁣(⁣١)، واجتمعوا على بابه وانتظروا له متى ينام، فقال رسول الله ÷ لعلي #: «نم على فراشي واتشح ببردي هذا الحضرمي»، وقال: «إن قريشًا لن يفقدوني ما داموا يرونك»⁣(⁣٢)، فنام علي # على


(١) العتمة: وقت العشاء.

(٢) رواه أبو العباس الحسني # في المصابيح (٢٢٧)، وأبو طالب # في الأمالي (١٢١)، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب (١: ٣٦٤).