(13) زوجات النبي ÷
  أحاديث صحيحة مروية في الصحاح وغيرها، منها عن عائشة قالت: كان النبي ÷ إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت: فغرت يومًا فقلت: ما أكثر ما تذكرها، قد أبدلك الله ø بها خيرًا منها، قال: «ما أبدلني الله ø خيرًا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ø ولدها إذ حرمني أولاد النساء»(١). ويكفيها فضلًا أنها أم أهل البيت النبوي. فإذا عرفت ذلك كله فخديجة بنت خويلد أفضل زوجات النبي ÷.
  ومن زوجاته ÷ عائشة بنت أبي بكر، وفيها وفي حفصة نزل قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَّاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}(٢) [التحريم ٤].
  وكان لعائشة علم وفقه، وقد روي عنها من ذلك شيء كثير، ورأينا فيها أنها زوجة نبينا محمد ÷، فهي صحابية من الدرجة
(١) رواه أحمد بن حنبل في مسنده (٤١: ٢٥٦) رقم (٢٤٨٦٤)، والطبراني في الكبير (٤٣: ١٣) رقم (٢١)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩: ٢٢٤): رواه أحمد وإسناده حسن. وقال في رواية الطبراني: رواه الطبراني وأسانيده حسنة.
(٢) الطبري في تفسيره: (٢٣: ٤٨٤) والسيوطي في الدر المنثور: (٨: ٢٢٠) والزمخشري في الكشاف: (٤: ٥٦٦) والبخاري: (٣: ١٣٣) رقم (٢٤٦٨) ومسلم: (٢: ١١١١) رقم ٣٤ - (١٤٧٩) وابن حبان في صحيحه: (٩: ٤٩٢) رقم (٤١٨٧) والبزار في مسنده: (١: ٢٦٤) رقم (١٦٠) والترمذي في سننه: (٥: ٤٢٠) رقم (٣٣١٨).