(2) موقف قريش من الهجرة
  فراش رسول الله ÷ وغطى نفسه ببردة نبيه ÷ منتظرًا لقريش أن يقتلوه في أي لحظة.
  وخرج رسول الله ÷ من عند قريش يراهم وهم لا يرونه، ثم نظروا إلى البيت فقالوا: هو نائم، وظنوه رسول الله ÷، فلما أصبحوا رأوا عليًّا فقالوا: لو خرج محمد خرج بعلي معه.
  وعندما ضحى علي # بنفسه ليسلم رسول الله ÷ نزل فيه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}(١) [البقرة ٢٠٧]، يشري نفسه، أي: يبيعها من الله تعالى.
(١) أخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (١: ١٢٤) عن علي بن الحسين قال: أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله أبي ثم قرأ الآية. والخوارزمي في المناقب. ورواه في تفسير المصابيح برواية الإمام عبد الله بن حمزة # الذي رواه في الشافي (٣: ٣٩٦). والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (١: ٩٦) والقندوزي في ينابيع المودة (١: ١٠٦).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣: ٥) رقم ٤٢٦٤) عن علي بن الحسين، ورقم (٤٢٦٣) عن ابن عباس ® قال: شرى علي نفسه، ولبس ثوب النبي ﷺ، ثم نام مكانه ... إلخ. قال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره، عن أبي عوانة». وقال الذهبي في تعليقه: صحيح. وفي (٣: ١٤٣) رقم (٤٦٥٢) عن ابن عباس من كلام طويل فيه: «وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي ﷺ ..» إلخ، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة». وصححه الذهبي. والطبراني في الكبير (١١: ٤٠٧) رقم (١٢١٥٥) والنسائي في السنن الكبرى (٧: ٤١٧) رقم (٨٣٥٥). وأحمد في مسنده (٥: ١٧٣) رقم (٣٠٦١) وفي (٥: ٣٠١) رقم (٣٢٥١). والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٠: ٢٧١) رقم (٤٠٨٣). وأبو نعيم في دلائل النبوة (١: =