رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(7) - التعاون على البر والتقوى:

صفحة 118 - الجزء 1

  وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷ قَالَ: «لاَ يَزَالُ اللَّهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا دَامَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ».

  وَمِنَ التَّعَاوُنِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، تَنْفِيس الْكُرُوبِ، وَتَيْسِير الْخُطُوبِ، وَسَتْرُ الْعُيُوبِ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ ÷: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ اَلدُّنْيَا، نَفَّسَ اَللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اَللَّهُ عَلَيْهِ فِي اَلدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ اَلْعَبْدِ مَا كَانَ اَلْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

  فَإِنَّهُ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يَتَوَلَّى إِعَانَةَ مَنْ أَعَانَ أَخَاهُ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَتَوَلَّى عَوْنَهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ الَّتِي يَسْعَى فِيهَا، وَفِي حَوَائِجِ نَفْسِهِ، فَيَنَالُ مِنْ عَوْنِ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُنْ يَنَالُهُ بِغَيْرِ إِعَانَتِهِ، وَإِنْ كَانَ تَعَالَى هُوَ الْمُعِينُ لِعَبْدِهِ فِي كُلِّ أُمُورِهِ، لَكِنْ إِذَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ زَادَتْ إِعَانَةُ اللَّهِ، فَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ أَخِيهِ فَيُقَدِّمُهَا عَلَى حَاجَةِ نَفْسِهِ، لِيَنَالَ مِنَ اللَّهِ كَمَالَ الإِعَانَةِ فِي حَاجَاتِهِ، وَهَذِهِ الْجُمَلُ الْمَذْكُورَةُ فِي