(7) - التعاون على البر والتقوى:
  الْحَدِيثِ دَلَّتْ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يُجَازِي الْعَبْدَ مِنْ جِنْسِ فِعْلِهِ، فَمَنْ سَتَرَ سُتِرَ عَلَيْهِ، وَمَنْ يَسَّرَ يُسِّرَ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَعَانَ أُعِينَ ...
  فَمَا أَحْوَجَنَا: فِي هَذَا الزَّمَانِ الَّذِي اشْتَدَّتْ فِيهِ عَدَاوَة الْقُلُوبِ، وَكَثُرَ فِيهِ الافْتِرَاقُ وَالتَّنَافُر، وَضَعُفَتِ الْمَوَدَّةُ، بَيْنَ الْقُلُوبِ، وَالتَّآلُفِ بَيْنَهَا، وقَلَّ الْمُعِينُونَ عَلَيْهِ، مَا أَحْوَجَنَا أَنْ نَكُوْنَ إِخْوانًا مُتَرَاحِمِينَ، مُتَعَاوِنِينَ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، مُتَنَاصِرِينَ، مُتَعَاضِدِينَ، فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء، يَدًا وَاحِدَة، بِمَنْزِلَةِ الْجَسَد الْوَاحِد، مُجْتَمِعِينَ غَيْرَ مُتَفَرِّقِينَ، مُؤْتَلِفِينَ غَيْرَ مُخْتَلِفِينَ، وَأَنْ يَرْحَمَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَأَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَيَنْصُر بَعْضُنَا بَعْضًا، وَيَشُدّ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَيُقَوِّي بَعْضُنَا بَعْضًا، وَلاَ يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَلاَ يُؤْذِي بَعْضُنَا بَعْضًا، وَأَنْ نُحْيِيَ هَذِهِ الْفَضِيلَة الْعَظِيمَة، وَنَدْعُو إِلَيْهَا وَنَحُثُّ عَلَيْهَا، لِمَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ الْعَظِيْمِ، وَالنَّفْعِ الْعَمِيمِ، مِنْ إِقَامَةِ أَمْرِ الدِّينِ، وَتَقْوِيَةِ الْمُصْلِحِيْنَ، وَكَسْرِ الشَّرِّ، وَمُحَاصَرَةِ الْمُفْسِدِينَ.
  مَا أَحْوَجَنَا: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ: لِلأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ، ونَحْنُ نَعِيشُ الآنَ عَصْراً طَغَى فِيهِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ، وَالأَثَرَة، وَحُبّ الذَّاتِ،