(8) - الالتزام والتطبيق لما يدعو إليه:
  نَفْسَهُ، بَلْ مِنْ شَأْنِهِ أَنَّهُ لاَ يُحِبُّ أَنْ يَسْبِقَهُ أَحَدٌ إِلَى السَّعَادَةِ». انْتَهَى ..
  أَعِزَّائِي طَلَبَة الْعِلْمِ: إِخْوَانِي الدُّعَاة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَشَدَّ بُغْضَ النَّاسِ لِمُرْشِدٍ، أَوْ مُرْشِدَةٍ، خَالَفَتْ أَفْعَالَهُمْ أَقْوَالَهُمْ، وَمَا أَعْظَمَ نَفْرَتَهُمْ مِنْهُ.
  بَلْ مَا أَكْبَرَ مَقْتَ اللَّهِ ø لِهَذِهِ الصِّفَةِ الْخَسِيسَةِ، حَيْثُ يَقُولُ ø: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقٌولُوا مَالاَ تَفْعَلُونَ}.
  وَالْمَقْتُ: أَشَدُّ الْبُغْضِ.
  وَفِي هَذِهِ الآيَاتِ أَبْلَغُ تَقْرِيعٍ وَتَوْبِيخٍ لِمَنْ أَمَرَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَنَسِيَ نَفْسَهُ.
  وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا يَقُولُ: وَبِمَا يَدْعُو لَهُ فَإِنَّمَا يَسْخَرُ مِنْ نَفْسِهِ.
  قَالَ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ شُعَيبٍ #: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}.
  أَيْ: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْ أَمْرٍ ثُمَّ أَفْعَلُ خِلاَفهُ، بَلْ لاَ أَفْعَلُ إِلاَّ بِمَا آمُرُكُمْ بِهِ، وَلاَ أَنْتَهِي إِلاَّ عَمَّا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ.