(11) - القدوة الحسنة:
  وَتَطْبِيقهُ لِمَا يَدْعُو إِلَيْهِ فِي إِرْشَادِهِ، وَتَعْلِيمِهِ، وَتَأْدِيبِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ يَجْعَلُ كَلاَمُهُ مَقْبُولاً عِنْدَ الْمُسْتَمِعِينَ.
  أَمَّا مُخَالَفَةُ الْعَمَلِ لِلْقَوْلِ، فَإِنَّهُ يَجْعَلُ الْمُسْتَمِعِينَ لاَ يَثِقُونَ بِهِ، ولاَ يَحْتَرِمُونَ كَلاَمَهُ ..
  وَقَدْ جَاءَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى عِيسَى #: «يَا ابْنَ مَرْيَمَ عِظْ نَفْسَكَ، فَإِنِ اتَّعَظْتَ فَعِظِ النَّاسَ، وَإِلاَّ فَاسْتَحِي مِنِّي».
  وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ #، فِي قَوْله تَعَالَى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} ..
  قَالَ: «الْغَاوُونَ قَوْمٌ وَصَفُوا الْحَقَّ وَالْعَدْلَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، وَخَالَفُوهُ إِلَى غَيْرِهِ».
  أَعِزَّائِي طَلَبَة الْعِلْمِ: إِخْوَانِي الدُّعَاة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّ عَلَى كُلِّ مُرْشِدٍ، وَمُرْشِدَةٍ، وَدَاعِيَةٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَنْ يَسْتَشْعِرَ مَسْئُولِيَّتُهُ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَقِيمَ، فِي مِنْطَقَةِ، وَفِي سُلُوكِهِ، فِي خُلُقِهِ، لأَنَّهُ فِي مَوْضِعِ قُدْوَةٍ، وَالْعُيُونُ مُعَلَّقَةٌ بِهِ، مُتَعَلِّقَةً بِهِ.
  وَمَا أَحْوَجَنَا إِلَى وَصِيَّةِ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ #: