رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

مقدمة

صفحة 20 - الجزء 1

  وَمِنْهَا: مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷، أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُنْعِشُ لِسَانَهُ حَقًّا يُعْمَلُ بِهِ بَعْدَهُ، إِلاَّ أَجْرَى اللَّهُ عَلَيْهِ أَجْرَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ وَفَّاهُ اللَّهُ ثَوَابَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

  قَوْلُهُ: «يُنْعِشُ»: أَيْ: يَقُولُ وَيَذْكُرُ ..

  وَمِنْهَا: مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷، أَنَّهُ قَالَ: «مَا تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ أَفْضَلَ مِنْ عِلْمٍ يَنْشُرَهُ» ..

  فَهَذِهِ نَبْذَةٌ يَسِيرَةٌ، وَالأَحَادِيثُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ، وَلَوْ أَرَدْنَا اسْتِقْصَاءَ مَا وَرَدَ فِي فَضْلِ مَنْ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْعِلْمَ النَّافِعَ، لاحْتَجْنَا إلَى مُجَلَّدٍ ضَخْمٍ ...

  فَيَا لَهَا: مِنْ مَرْتَبَةٍ مَا أَعْلاَهَا، وَمَنْقِبَةٍ مَا أَجَلَّهَا وَأَسْنَاهَا، أَنْ يَكُونَ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِه مَشْغُوْلاً بِبَعْضِ أَشْغَالِهِ، أَوْ فِي قَبْرِهِ قَدْ صَارَ أَشْلاَءً مُتَمَزِّقَةً، وَأَوْصَالاً مُتَفَرِّقَةً، وَصُحُفُ حَسَنَاتِهِ مُتَزَايِدَةٌ، تُمْلَى فِيْهَا الْحَسَنَاتِ كُلّ وَقْتٍ، وَأَعمَالُ الْخَيْرِ مُهْدَاةٌ إِلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ، تِلْكَ وَاللَّهِ الْمَكَارِمُ وَالْغَنَائِمُ، فَلِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ، وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ