بيان الأخلاق والصفات
بَيَان الأَخْلاَقِ وَالصِّفَاتِ
  الَّتِي يِنْبَغِي لِلدُّعَاةِ أَنْ يَتَخَلَّقُوا بِهَا، فَهِيَ كَمَا يَلِي ..
(١) التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ:
  إِنَّ عَلَى طَلَبَةِ الْعِلْمِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنْ يَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ، وأَنْ يَتَعَلَّمُوا الأُمُور الَّتِي سَيُبَلِّغُونَهَا لِغَيْرِهِمْ، لأَنَّ الْجَهْلَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَضْرَار تُعَرِّضُ الإِرْشَاد، وَالْمُرْشِدِينَ، وَالْمُرْشِدِات، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، بَلْ وَالْعُلَمَاءِ لِهُجُومِ وَتَشْنِيعِ أَعْدَائِهِمْ عَلَيْهِمْ، وَتُمَكِّنهُمْ مِنَ النَّيْلِ مِنَ الإِرْشَادِ وَتَشْوِيهِهِ، بَلْ وَتَشْوِيهِ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ، وَعَدَم الثِّقَةِ بَهَمْ، واتِّهَامهمْ، وَالنَّفْرَة مِنْهُمْ، وَعَدَم قُبُولِ كَلاَمِهِمْ وَإِرْشَادِهِمْ وَنَصَائِحِهِمْ.
  قَالَ تَعَالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}.
  وَالْبَصِيرَةُ هِيَ: الْعِلْمُ بِمَا يَدْعُو إِلَيْهِ، وَمَا يَنْهَى عَنْهُ، حَتَّى لاَ يَقَعَ فِي الأَخْطَاءِ الَّتِي لاَ تُحْمَدُ عُقْبَاهَا ..