(2) - الإخلاص لله تعالى:
  وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ®، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَقِفُ الْمَوْقِفَ أُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ، وَأُرِيدُ أَنْ يُرَىَ مَوْطِنِي.؟
  فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ÷ شَيْئًا، حَتَّى نَزَلَتْ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}.
  وَالإِخْلاَصُ: شَرْطٌ لِقَبُولِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لاَ يَقْبَل مِنَ الْعَمَل إِلاَّ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُهُ.
  وَهُوَ حَقِيقَةُ الدِّينِ، وَلُبُّ الْعِبَادَةِ وَرُوحُهَا، وَمِفْتَاحُ السَّعَادَةِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الأَسَاسِ لِلْبُنْيَانِ، وَبِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ لِلْجَسَدِ.
  فَكَمَا أَنَّهُ لاَ يَسْتَقِرُّ الْبِنَاء، وَلاَ يَتَمَكَّنُ مِنَ الاِنْتِفَاعِ مِنْهُ إِلاَّ بِتَقْوِيَةِ أَسَاسِهِ، وَتَعَاهُدِهِ مِنْ أَنْ يَعْتَرِيَهُ خَلَلٌ، فَكَذَلِكَ الْعَمَلُ بِدُونِ الإِخْلاَصِ.
  فَلاَ قِيمَةَ، وَلاَ قَبُولَ لأَيِّ عَمَلٍ كَانَ، مَهْمَا كَانَ نَوْعُهُ، وَشَرَفُهُ، وَأَجْرُهُ، وَفَضْلُهُ، إِلاَّ بِالإِخْلاَصِ لِلَّهِ ø ...