(2) - الإخلاص لله تعالى:
  فَفِي كِتَابِ الاِعْتِبَارِ وَسلْوَة الْعَارِفِينَ، لِلإِمَامِ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ #: عَنْ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ، سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ÷، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلاً يَلْتَمِسُ الْخَيْرَ وَالذِّكْرَ ..
  قَالَ: «لاَ شَيْءَ لَهُ»، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ:
  «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا أُخْلِصَ لَهُ».
  وَرُوِيَ عَنِ الإِمَامِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ #: «لاَ تَهْتَمُّوا لِقِلَّةِ الْعَمَلِ، وَاهْتَمُّوا لِلْقَبُولِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: «أَخْلِصِ الْعَمَلَ يُجْزِكَ مِنْهُ الْقَلِيلُ».
  وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ÷ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي قَالَ: «أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِيكَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَمَلِ».
  فَبَيَّنَ أَنَّ الْعَمَلَ الْقَلِيلَ مَعَ الإِخْلاَصِ، يَفْضُلُ الْعَمَلَ الْكَثِيرَ مِنْ غَيْرِ إِخْلاَصِ.
  فَالإِخْلاَصُ: إِكْسِير الأَعْمَالِ الَّذِي إِذَا وُضِعَ عَلَى أَيِّ عَمَلٍ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ الْعَمَلُ الَّذِي يَقُومُ بِهِ قَلِيلاً، فَإِنَّهُ يُصَيِّرُ الْقَلِيلُ مِنَ