رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(5) - الرحمة:

صفحة 88 - الجزء 1

  وَإِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ ø، وَالصَّلاَةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَأَمَرَ رَجُلاً فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ» ..

  وَفِيهِ الرِّفْقُ بِالْجَاهِل، وَتَعْلِيمُهُ مَا يَلْزَمُهُ مِنْ غَيْرِ تَعْنِيفٍ، وَلاَ إِيذَاءٍ، إِذَا لَمْ يَأْتِ بِالْمُخَالَفَةِ اسْتِخْفَافًا أَوْ عِنَادًا.

  فَقَدْ عَظَّمَ النَّبِيُّ ÷ شَأْنَ الرِّفْقِ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَبَيَّنَ ذَلِكَ بِفِعْلِهِ، وَقَوْلِهِ، بَيَانًا شَافِيًا كَافِيًا، لِكَيْ تَعْمَلَ أُمَّتهُ بِالرِّفْقِ فِي أُمُورِهَا كُلِّهَا، وَخَاصَّةً مَنْ سَلَكَ سَبِيلَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، مِنَ الْمُرْشِدِينَ، وَالْمُرْشِدِات، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّهُمْ أَوْلَى النَّاسِ بِالرِّفْقِ، وَاللِّينِ، وَالشَّفَقَةِ، فِي دَعْوَتِهِمْ، وَفِي جَمِيعِ تَصَرُّفَاتِهِمْ، وَأَحْوَالِهِمْ.

  عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: «بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا».

  وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ السَّابِقَةِ تُبَيِّنُ فَضْلَ الرِّفْقِ، وَالْحَثُّ عَلَى التَّخَلُّقِ بِهِ، وَذَمُّ الْعُنْفِ، وَذَمُّ مَنْ تَخَلَّقَ بِهِ.