رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(6) - التواضع:

صفحة 92 - الجزء 1

  وَقَوْلُهُ ÷: «أَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي وَلاَ فَخْرَ» ..

  فَيَنْبَغِي لِكُلِّ طَالِبِ عِلْمٍ، وَلِكُلِّ دَاعِيَةٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنْ يَكُونَ مُتَوَاضِعاً لِلَّهِ ø، لاَ يَتَكَبَّرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ يَفْتَخِرُ عَلَيْهِمْ، وَلاَ يَحْتَقِرُ أَحَداً مِنْهُمْ، بَلْ يُعَظِّمهُمْ وَيُكْرِمَهُمْ.

  فَالتَّوَاضُعُ: مِنْ أَخْلاَقِ الأَنْبِيَاءِ: $، وَهُوَ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ النَّجَاةِ، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الرِّفْعَةِ، وَفِي تَرْكِ التَّوَاضُعِ وُقُوع التَّشَاحُنِ، وَالتَّبَاغُضِ، وَالْبَغْي وَالإِعْرَاض عَنِ الْحَقِّ.

  فَعَنِ النَّبِيِّ ÷: «إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ».

  وَالتَّوَاضُعُ: يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً عِنْدَ اللَّهِ، وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ ÷ فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ: «مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ».