رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(6) - التواضع:

صفحة 91 - الجزء 1

  إِنَّ التَّوَاضُعَ لِلَّهِ مِنْ سِمَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَضْلاً عَنْ كَوْنِهِ مِنْ سِمَاتِ الْمُرْشِدِيْنَ، وَالْمُرْشِدِات.

  وَالتَّوَاضُعُ: خُلُقٌ حَمِيدٌ، يُضْفِي عَلَى صَاحِبِهِ إِجْلاَلاً وَمَهَابَةً ..

  وَالتَّوَاضُعُ: رَافِعٌ لِلْعَدَاوَةِ، وَجَالِبٌ لِلْمَوَدَّةِ، وَهُوَ عَظِيمُ الْقَدْرِ عِنْدَ اللَّهِ.

  وَلَقَدْ كَانَ نَصِيبُ النَّبِيِّ ÷ مِنْ هَذَا الْخُلُقِ هُوَ النَّصِيبُ الأَعْظَمِ، فَلَقَدْ كَانَ الْحَبِيب ÷ سَيِّدُ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَإِمَامُهُمْ، حَتَّى إِنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُخْبِرَ الأُمَّةَ عَنْ قَدْرِهِ وَمَكَانَتِهِ الْعَظِيمَةِ عِنْدَ اللَّهِ، ø قَالَ بَعْدَهَا: «وَلاَ فَخْرَ»، وَهَذَا مِنْ شِدَّةِ تَوَاضُعِهِ، وَمَكَارِمِ أَخْلاَقِهِ، وَسِيرَتِهِ الْعَالِيَةِ، ÷، حَتَّى لاَ يَظُنَّ أَحَدٌ أَنَّ النَّبِيَّ ÷ يَقُولُ ذَلِكَ تَفَاخُرًا.

  قَالَ: ÷: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الأَرْضُ، وَلاَ فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلاَ فَخْرَ» ..