رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب العلم:

صفحة 357 - الجزء 1

  فَالْعِلْمُ أَصْلُ كُلِّ خَيْرٍ، وَمَنْبَعُ كُلّ فَضِيلَةٍ، وَبِهِ يُنَالُ كُلِّ خَيْرٍ وَمَكْرُمَةٍ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا أُوْتِيَهُ الإِنْسَانُ.

  كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ # لأَصْحَابِهِ وَهُمْ بِحَضْرَتِهِ: «تَعَلَّمُوا العِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ، وَمُدَارَسَتِهُ تَسْبِيحٌ⁣(⁣١)، وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادُ⁣(⁣٢)، وَإِفَادَتَهُ صَدَقَةٌ، وَبَذْلَهُ لأَهْلِهِ قُرْبَةٌ، وَهُوَ مَعَالِمُ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ⁣(⁣٣)، وَمَسَالِكُهُ سُبُلُ الْجَنَّةِ، مُؤْنِسٌ مِنَ الوَحْدَةِ، وَصَاحِبٌ فِي الغُرْبَةِ، وَعَوْنٌ فِي السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ، وَيَدٌ عَلَى الأَعْدَاءِ، وَزَيْنٌ عِنْدَ الأَخِلاَّءِ⁣(⁣٤)، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ⁣(⁣٥)، تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ وَتُقْتَصُّ آثَارُهُمْ⁣(⁣٦) تَرْغَبُ الْمُلُوكُ فِي خُلَّتِهِمْ⁣(⁣٧)، وَالسَّادَةُ فِي عِشْرَتِهِمْ، وَالْمَلاَئِكَةُ فِي صَفْوَتِهِمْ، لأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْخَطَايَا، وَنُورُ الأَبْصَارِ مِنَ


(١) أَيْ: قِرَاءَتُهُ عَلَى الْمَشَايِخِ ...

(٢) أَيْ: ثَوَابُ جِهَادٍ فِي الْمَشَقَّةِ أَوْ فِي إِعْلاَءِ دِينِ اللَّهِ: وَإِعْزَازِ كَلِمَتِهِ الْعُلْيَا، وَقِيلَ: مُجَاهَدَةُ نَفْسٍ. فَجُعِلَ الْبَاحِثُ عَنْ الْعِلْمِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...

(٣) أَيْ: شَعَائِرُهُ وَعَلاَمَتُهُ، فَإِنَّ مَعْرِفَتَهُمَا مُنْحَصِرَةٌ بِالْعِلْمِ ....

(٤) الأَخِلاَّءُ: جَمْعُ خَلِيلٍ، وَهُوَ الصَّاحِبُ الْمُلاَزِمُ .......

(٥) الاِقْتِدَاءُ لُغَةً: مَصْدَرُ اقْتَدَى بِهِ، إِذَا فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِ تَأَسِّيًا، وَيُقَالُ: فُلاَنٌ قُدْوَةٌ: أَيْ يُقْتَدَى بِهِ، وَيُتَأَسَّى بِأَفْعَالِهِ. قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: وَمَعْنَى الاِقْتِدَاءِ فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ بِالرَّجُلِ: اتِّبَاعُ أَثَرِهِ وَالأَخْذِ بِهَدْيهِ، يُقَالُ: فُلاَنٌ يَقْدُو فُلاَنًا، إِذَا نَحَا نَحْوَهُ وَاتَّبَعَ أَثَرَهُ ...

(٦) فِي الْقَامُوسِ: قَصَّ أَثَرَهُ قَصًّا وَقَصِيصًا تَتَبَّعَهُ.

(٧) أَيْ: صُحْبَتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ، فَلاَ يُفَارِقُونَهُمْ وَيُلْهِمُونَهُمْ الْخَيْرَ وَيُحَذِّرُونَهُمْ مِنَ الشَّرِّ ..

وَفِي الْقَامُوسِ: الْخِلَّةُ بِالْكَسْرِ هِيَ الصَّدَاقَةُ، وَالإِخَاءُ، وَالْخُلَّةُ أَيْضًا: الصَّدِيقُ لِلذَّكَرِ، وَالأُنْثَى، وَالْوَاحِدِ، وَالْجَمْعِ، وَالْخِلُّ بِالْكَسْرِ، وَالضَّمِّ: الصَّدِيقُ الْمُخْتَصُّ ....