رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب الحلال:

صفحة 290 - الجزء 1

طَلَبُ الْحَلاَلِ:

  وَعَلَيْكَ يَا بُنَيَّ: بِإِصْلاَحِ مَالِكَ وَالرِّعَايَةِ لَهُ، وَالاهْتِمَامِ بِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَيْكَ لِتُنْفِقَ مِنْهُ عَلَى نَفْسِكَ، وَمَنْ تَعُولُ مِنْ وَالِدٍ أَوْ وَلَدٍ، أَوْ زَوْجَةٍ، وَتَسْتَغْنِي بِهِ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّ الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ يَعْنِي: الْغِنَى عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ عَظِيم، بَلِ التَّكَسُّبِ مِنَ الْحَلاَلِ، مِنْ أَهَمِّ الْوَاجِبَاتِ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ ثَوَابٌ كَثِيرٌ، وَأَجْرٌ عَظِيمٌ.

  وَاعْلَمْ: يَا بُنَيَّ: أَنَّ الإِسْلاَمَ يَحُثُّ عَلَى الْعَمَلِ، فِي طَلَبِ الرِّزْقِ الْحَلاَلِ، وَالْكَسْبِ الطَّيِّبِ، وَإِنْفَاقِهِ عَلَى نَفْسِكَ، وَوَالِدَيْكَ وَزَوْجَتِكَ، وَأَوْلاَدِكَ، وَأَهْلِكَ، وَأَقَارِبِكَ، وَأَرْحَامِكَ، وَجَمِيعِ مَنْ تَلْزَمُكَ، نَفَقَتُهُمْ، وَتَسُدُّ بِهِ خَلَّتَهُمْ، وَتُؤَدِّي بِهِ أَمَانَتَكَ، وَتَقْضِي بِهِ دُيُونَكَ، وَتَصُونُ بِهِ نَفْسَكَ، وَعِرْضَكَ، وَتَحْفَظُ بِهِ مَاءَ وَجْهِكَ وَوُجُوهِ عِيَالِكَ، عَنِ التَّطَلُّعِ لِمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَيَسْتَغْنُونَ بِذَلِكَ عَنِ الْحَاجَةِ إِلَى النَّاسِ، وَلاَ يَكُونُونَ عَالَةً عَلَى النَّاسِ، وَلاَ كَلاًّ عَلَى غَيْرِهِمْ ....