رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 13 - الجزء 1

حُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ

  يَا بُنَيَّ: لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ حَقُّ الْوَالِدَيْنِ بِحَقِّهِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: فَقَالَ : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.

  إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ وَحْدَهَا يَا بُنَيَّ: كَافيَةٌ فِي تَعْظِيْمِ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ وَعُلُوِّ شَأْنِهِمَا ..

  نَعَمْ يَا بُنَيَّ: إِنَّ حَقَّ الْوَالِدَيْنِ عَظِيمٌ، وَمَنْزِلَتُهُمَا عَالِيَةٌ فِي الدِّينِ فَبِرُّهُمَا قَرِين التَّوْحِيدِ، وَشُكْرهُمَا مَقْرُونٌ بِشُكرِ اللَّهِ ø وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا مِنْ أَجَلِّ الأَعْمَالِ، وَأَحَبِهَا إِلَى الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ.

  اهْتَمَّ الإِسْلاَمُ بِالْوَالِدَيْنِ اهْتِمَامًا بَالِغًا، وَجَعَل طَاعَتَهُمَا وَالْبِرَّ بِهِمَا مِنْ أَفْضَل الْقُرُبَاتِ.

  وَنَهَى عَنْ عُقُوقِهِمَا وَشَدَّدَ فِي ذَلِكَ غَايَةَ التَّشْدِيدِ.

  وَأَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِعِبَادَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَجَعَل بِرَّ الْوَالِدَيْنِ مَقْرُونًا بِذَلِكَ، حَيْثُ يَقُولُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.