حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان
  الْكَافِرِينَ ٦٨}[المائدة]، وقوله: لم يرض قتله كلام لا يستقيم، لأنه قاتله. ألا ترى أنه أجلب عليه بخيله ورجله، وقُتل بقوة سلطانه، والأمة مجمعة على أن يزيد بن معاوية قاتل الحسين بن علي، وهو بالشام والحسين بن علي قتل بالعراق، وللأمير في حميد أكثر مما ليزيد في الحسين، لأنه حاضر قتله، وجالب خيله ورجله، وإنما قالها تنزها وتسترا قبالة العامة، لما قالت: أكنت تمشي رويداً لتقتل حميدا، لقد جئتم شيئا إذا، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا! ويلك من الله {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}[آل عمران: ٣٠]. أتروم إعادة أمس؟! أو تنل الشمس باللمس؟!
  وهبني قلت هذا الصبح ليلا ... أيعمى الناظرون عن الضياء
  رادفتَ الغمة، وراكمتَ سحايب الظلمة، وقَتلتَ رباني هذه الأمة، رجلا أفنى عمره في الذب عند الدين، ونشر علوم أهل بيت محمد الأمين، ولأبيك أمير المؤمنين من مقاماته غررها، ومن أكاليمه شذورها ودردها، ومن تصانيفه روائقها وطرائفها، ومن رسائلها سوابقها وشرائفها.
  ننشدك الله ومَن سمع كلامنا هذا لو بعث أبوك وجدك رسول الله صلى الله عليه أكانا مع حميد أو عليه؟! أو سعيا إليك أو إليه؟! أو كانا يؤثران نصرنا أو نصرك؟! أو يعضدان أمرنا أو أمرك؟!
  فإن قلت: معنا ومع حميد، كان رسول الله صلى الله عليه وأبوك الثائَرين لنا منك، وإن قلت: معك أكذبك قول والدك:
  لا أعرف الخمر إلا حين أهرقها ... ولا الفواحش إلا يوم أنفيها