حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان
  يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ٨٠ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٨١}[المائدة]. انظر في هذه الآيات هل بعدت منكم في معانيها؟! أو سلمتم مما فيها. ألم تعلم أن الله سبحانه يحكم على بقية بني إسرائيل في وقت رسول الله صلى الله عليه بأنهم قاتلون للأنبياء الذين قتلهم أسلافهمو فقال تعالى: {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٩١}[البقرة]. وزمانهم غير زمانهم، ومكانهم غير مكانهم، لما كانوا مطابقين لهم على الرضاء بتلك الأفعال، فكيف تنكرون قتل العلماء وأنتم مباشرون لذلك؟! وسالكون في قتلهم أوضح المسالك؟!
  ومن العجائب أنه بلغنا أنهم ربما ينتقصوننا، والنقص علينا وعليهم واحد، لأن القاسم بن إبراهيم يجمعنا، وإن كانوا يقولون من هنالك: إنهم جادوا وذَلَلْنا! فإن كان الكلام في شرف الدنيا فنحن قبل قيام المنصور كما تعرفون إن لم نزد عليهم لم ننقص عنهم، إلا أن يكابروا فبيننا في ذلك قبائل همدان، فالكل بين أظهرهم حاسدنا ومحسودنا، وناشئنا ووليدنا، وما غطى ولا كتم، من استشهد السواد الأعظم، وإن كانوا في شرف الأخوة، فالإمام المنصور بالله # يقول ليس بينه وبين محمد صلى الله عليه إلا من هو من أهل الجنة، ونظم ذلك فقال:
  والله ما بيني وبين محمد ... إلا امرئ هادي نماه هادي