حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان
  وهذا لعمر الله شرف عميم، وكرم جسيم، لا ننكره ولا نرده ولا نحسده عليه، وكذلك ما قال في نفسه نطما ونثرا مِن حملها على الفضائل، ورفعها عن الرذائل، كما قال:
  فلا والله ما قارفت ذنبا كبيرا ... مذ ملكت جفون عيني
  وهذا نعترف به أيضا وهو خليق به ~، ولكن نقول نحن ندلي به وندعي مثل دعواه، ولا يمكن أحد تكذيبنا إلا مباهت، كما لم يكذبه سلام الله عليه من الفرق الضالة في قبيلة إلا مكابرْ فنقول والله ما عرفنا كذبة، ولا تدنسنا برذيلة، نقول ذلك تعريفا لا افتخارا، وتبصرة لمن يريد أن يكتسب في أمرنا استبصارا.
  فالحمد لله الذي طهرنا من الأدناس، وقضى لنا بالفضل والبسطة على كافة الناس، وهو {الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}[الأعراف: ٤٣]، وكذلك نقول كما قال المنصور بالله #: ما بيننا وبين محمد ÷ إلا مثل ما ذكره من أب أو أم، وكان ذلك الصف مستقيما، فردناه ترصيصا وتقويما، وشيدنا بنيانه تكريما وتعظيما، فإن جاء بعدنا ولد يخالف معتادا، أو جعل في الثوب الأبيض سوادا، فلا بلَّغه الله ولا بارك فيه ولا جعل له في آل محمد نسلا، لأن من تقدمه من أبوته قد أخرجه بفعله عن أن يكون له أهلا.
  ووجه أخر: وهو أن ما يدعيه المنصور بالله # نحن شركاؤه فيه، فإن كثيرا من جداته الطاهرات هن جداتنا، فهو ثوب نحن نتجاذبه، شرف تلوح فينا كواكبه.