حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان
  من سم الرقم، ومضرتهم ممكنة لنا، واستئصال شأفتهم غير معجز لمثلنا، وإنما تركنا ذلك كرما في الطبيعة، وبعدا من الأفعال الشنيعة، وفي خلال الرباط منهم والصبر، تنزل عليهم تحف الصليحيات بالخمر، يتساقاها منهم أولوا الفخر، نقل منهم من شهد الأمر، واطلع على مكنون السر، ونحن نتجرع غصص الاصطبار، ونتخلق لتأليفهم وتقريبهم تخلُّق الأحرار، ونطمع في أن ينتقلوا عن عمل أهل النار، إلى أعمال المتقين الأبرار، وهيهات أن يُجتنى من الشرى أريا شافيا، ويمترى من ذكران المعز حلبا صافيا.
  ودع عنك نهبا صيح في حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل
  جعلناه زعيم جيوش المسلمين، وقلدناه سد الثغر المنفتح علينا من اليمن فباع ذلك بعرض من الدنيا يسير، وقدم إليهم خاتمه ذمه في كونه منهم، وذلك أمر ظاهر، وقد أقر به عند من يوثق به، ولما غنم المسلمون غنيمة من أعداء الدين، طلبهم بردها بعد رد ما وقع في يديه، وقبل بهم نحونا يهديهم هدى العروس، ويطأ بهم ربع الإسلام المأنوس، فلما طال عليه أمد النفاق في بيت رحال، شمر للغدر عن الأذيال، وفارق زافرة، يا لها من زافرة رافضة للدنيا مقبلة على الآخرة، فحل من الكفر في بحبوحته، وسكن من النكث في صميم أرومته، وكم من ذمة خرمها من صنعاء إلى يومنا هذا! من مأسور قتل بعد الذمة، ومعتق أوثق بعد المنة بإرساله، يشهد بذلك ما كان في صعدة من قتل ابن زيدان والعَلَم في يده، وأخذ ابن النجار وأمارته والذمة على إرساله وولد محمد بن فليته وما فعل معه، وجفر بن يحيى، وذمه حمزة بن حسين على روحه وما يملكه، وأخذه وهو في خيمته، وعلي بن صفى