مجموع رسائل الإمام الشهيد المهدي أحمد بن الحسين (ع)،

المهدي أحمد بن الحسين (المتوفى: 656 هـ)

حليفة القرآن في نكت من أحكام أهل الزمان

صفحة 113 - الجزء 1

  وقبل هذه ماسوَّد ولد أميرهم، وسليل رئيسهم وكبيرهم، ثوب الإسلام، بما فعل مع أهل تًنْعِم الأباة الكرام، من بيع ثغره بألف مثقال، وصدوره عنه على أقبح حال، يتبختر في ثوب الغدر، ويتحلى بحلية أهل المكر، ويجيب عند عتابه أن أباه أرسل إليه، وخرج في تخليه سد ذلك الثغر عليه، فهذا هو النكث على الحقيقة، والبوار العاجل عند هذه الخليقة، أتأمرون الناس بالوفاء، وشيمتكم مع المسلمين ما ذكرنا ظاهر لا عن خفاء؟! {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٤٤}⁣[البقرة]، أتعيرونا بقلة الوفاء بالعقود، ولكم ما تقدم من الفعلات بعد العهود المؤكدة، والأيمان المغلطة؟!

  ولما توجهتم معنا نحو صنعاء، تريدون النصرة على الدين، والإدالة بما مضى منكم في حرب المسلمين، واجتمعنا في البلد بملازمة الثغر، نَجَمَ من نفاقكم، وظهر مر سيء أخلاقكم، ما تحقق معه الناس خبث سرائركم، وفساد ظواهركم، لم تتركوا عمولة في روح، ولا مواصلة لعدو، ولا دلالة على عورة لمسلم، يشهد بذلك ما كان من طلوع علي روهاس ليلا إلى براش، وهو بزعمه الناصح الناصر، وما فعله داود في الملاقاة للأسد ومماليكه في مثنى الغواير، من غير مانع ولا حاجرو وأظهر من ذلك خلافا ما عمل مع المشطوب، من سلامته من تحت السيوف، وإخراجه لا عن أذن أحد بل على رغم الأنوف، وأثبتوا العمولة فينا يوم الجبوب، فلم يسعدهم الجد ولا ساعفهم المطلوب، بل قصَّرت عساكر الحق من هممهم، وقلَّت عزائمنا غروب دعمهم، وصبرنا منهم بعد ذلك على أَمرّ من العلقم، وآلم للأجسام