الرسالة الزاجرة لصالحي الأمة عن إساءة الظن بالأئمة
  بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٢٧ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ٢٨}[النور].
  على أن ذلك إنما كان متوجها أو مقبولا لو كنا خالين على اللذات، أو منافسين في طلب الراحات، وليس الأمر كما ظنه، بل إنما خلو بشغل عن شغل، وبزيد عن عمرو، فما ننفك ليلا ولا نهارا، ولا نطعم العيش إلا نزرا، ولا النوم إلا غرارا، نذكر ذلك تعريفا لا افتخارا، مع أن ذلك المتحدث يلوم عليه فإذا دخل وخلا بحاجته عذر نفسه، وبسط أنسه، وأمر بإيثاق الباب، وشدة البواب، وغلظة الحجاب، حتى يقضي حاجته ثم يخرج معتذرا عنه وعنا، وعاذرا فيما كان من قبل يعيبه منا، وليس بينه وبين أن يعود لائما، أو يصبح بغيظه كظيما لا كاظما، إلا أن يعود لحاجة أخرى، يوضح دون قضائها بفورها عذرا، ثم يرجع يُهينم في نفسه بالملامة، ويهز رأسه إيهاما لوَهَن وَجَدَه في هذه الإمامة، وقد خبرنا هذه الأحوال، وتصفحنا هذه الخلال، فوجدناها كذلك علما يقينا، وإتقانا رصينا، مع أن لنا بأبينا صلى الله عليه أسوة في رد خير الناس من بابه، «وأمره ÷ بالشدة في حجابه، حتى انقلب علي # عن أنس بن مالك ثلاث مرات» وهو «خير البشر، بعد النبي صلى الله عليه» بنص الخبر.