مجموع رسائل الإمام الشهيد المهدي أحمد بن الحسين (ع)،

المهدي أحمد بن الحسين (المتوفى: 656 هـ)

رسالة جواب على الشيخ عطية النجراني

صفحة 161 - الجزء 1

  تستصغروا أمرنا، ولا تنسوا مواقفنا، وحمايتنا على مذاهبكم وأديانكم، والله تعالى أسأل أن يوفقنا وإياكم جميعا لمرضاته بحق محمد وآله.

  وأما قولك إنا أخذنا مَن ضمن لنا بمال العقوبة التي على ابن زيدان، فلك العلم ولغيرك الجهل. أما علمت أن العقوبة بالمال جائز، وأن الضمانة بها صحيحة، وأن الضامن غارم، فأَين أنت عن هذه المعالم، إنك بنيت الأمر على أن الآخذ ظالم، وإنه في فعله غير سالم، ولو بنيت على أساس، لما دخل معك التباس.

  وكذلك جوابنا في قولك: إني سلطتهم عليه.

  وأما قسمك أنك تحب خلاصنا عند الله ø، فنِعْمَ ما فعلت، وأنت مجازى على ما أضمرت، ونحن نصدق قسمك، ونعرف بقديم نصيحتك، ونقسم لك بالله تعالى أنا نحب خلاصك أيضا، وخصوصا مما يتعلق منك بنا من الظنون، وقبول الأقوال وغير ذلك، وذلك بأن لا تحملنا على أقبح الوجوه، ولا تقبل فينا الكلام، ولا تتطلب العثرات، بل تفرح بما يستتر عنك منا، ولا تحمَّلنا أيضا ذنوب غيرنا من ولاتنا وخدمنا متى وقع ذلك بغير علمنا، ولا تطلب بهذا إلا خلاصك لأجل التقريع لك، ولا التوهين لأمرك، ولا السخط عليك، فأنت عندنا بالمنزلة الرفيعة، والدرجة العالية، ولا أحب إلينا من مُناصحنا في ديننا، والمعين لنا في طاعة ربنا ø.

  فأما قولك: إنه ما حصل لنا منهم برأ تعني الضامنين بالعقوبة، فهو خوف وحياء، فذلك مما نعتبه عليك، لأنا نعلم أنك لا تعلم باطن ضمائرهم،