رسالة جواب على الشيخ عطية النجراني
  ولا تتحقق ما تكنه جوانحهم، ولا ينبغي لك أن تأخذ مما تحدسه وتظنه، ولا أن تعتمد على ما لا تعلمه، فبعض الظن إثم، فَحَكَّم على الجهل العلم، واستعمل الورع والحلم، فليس أحد فوق أن يؤمر بتقوى، فإن الكل عبيده وأهل خدمته، فلا حرج عليهم فيما يؤمرون به من طاعته، مع أن الحال في الضمانة ما ذكرناه أولا.
  فأما ما ذكرته من جهة الكتاب الواصل من الإخوان، وما جرى من نبذه وترك جوابه، والكلام على الفقيه أحمد بن مسعود، فما ذلك - أبقاك الله - بمستنكر لمن هو في مثل مقامنا ولا أكثر منه، ونحن منتصبون لتأديب المسلم، ورد الشارد، ورد الناسي والغافل، وذلك يكون تارة بطرح الرقع ومرة بترك الجواب، وحينا بالشدة بالكلام، وقد كان علي # يؤدب بالدرة، وكذلك عمر بن الخطاب بمحضر الصحابة، ويؤدبون بالجلد وبالحبس وبالكلام، وهذا من الظاهر بين الأنام، والرجلي يعمل مثل ذلك بولده وهو من أهل مؤدبه، ولا يدل ذلك على عداوته وبغضته، ولسنا بدون الشيخين أبي بكر وعمر، ولا أحمد بن مسعود يبلغ منزلة سعد بن أبي وقاص، وأنت تعرف «الحديث في ذلك».
  فأما حديث الصاعنين وأهل العرضى، فذلك مما لا نرجع إلى الشيخ ولا إلى سواه فيه، لأنه مما يرجع إلى نظرنا ومعرفتنا، ونحن أسكناهم الجهة، وجعلنا لهم خمس ما يحصل في زرائع الرعية، وعليهم حفظهم والجهاد أيضا والخدمة، ولو تركناهم لَلَحِقَهم ما لحق أهل بيت أكلب، وأهل المحظور في