القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

العقل ودوره في أصول الدين

صفحة 35 - الجزء 1

  المشاهدات أو بأحد الحواس بثبوت أو نفي أو حسن أو قبح أو وجوب فتصير هذه النسب المعلومة مقدمات يتوصل بها إلى ثبوت نسب أخرى مجهولة، ومع ذلك فلا يثبت العقل نسبة في ذات لأجل ثبوتها في ذات أخرى إلا بجامع هو الذي أثبت النسبة في الأصل، وهذا الذي يقال له: الجامع بين المشاهد وغيره ويقال له: الرابطة لأنه يربط بين الشيئين مثلاً حيث رأينا أفعالاً محتاجة إلينا كالبناء مثلاً لا يحدث نفسه لا بد فيه من بانٍ علمنا أن للعالم صانعاً، ولما رأينا أن الفعل لا يصلح إلا من قادر، علمنا أن صانع العالم قادر ولما علمنا أن الصنع المحكم لا يفعله إلا محكِم علمنا أن صانع العالم حكيم قادر لما اشتمل عليه من بديع الصنعة إلى آخره، وهذه أدلة عقلية توصل إلى العلم اليقيني وقد قالت المجبرة وبعض المخالفين بل ظنية وذلك غلط وإنما هو بناء على قواعدهم المنهارة والله الموفق.