خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب السادس في ذكر التكليف وشروطه وتوابعه

صفحة 150 - الجزء 1

  الأعمى بنقط المصاحف على جهة⁣(⁣١) الاستقامة والصواب، وتكليف من لا جناح له بالطيران، والله تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه وعلمه بفناه عنه على ما تقدم بيانه ... وبهذا نعلم أنه تعالى لا يحول بين أحد من خلقه وبين شيء من طاعاته، (بخلاف ما يتوهم من لا معرفة له، إذ لو حال بينهم وبين شيء من طاعاته)⁣(⁣٢) [التي أمرهم بها]⁣(⁣٣) لكان قد كلفهم ما لا يطيقون، وذلك لا يجوز.

  [١] - وقد تعلق المخالف بأشياء منها قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}⁣(⁣٤). الآية ... قالوا: فالله سبحانه أخبر أنه خلق كثيراً من خلقه للنار، وهو خلاف ما تذهبون إليه.

  والجواب: أنه تعالى أخبر بذلك عن عاقبة أمرهم لا عن


(١) في ب على وجه.

(٢) ما بين القوسين ساقط في ب.

(٣) في الأصل ونخ ب (الذي أمرهم به) ولعلها تصحيف من الناسخ.

(٤) سورة الأعراف آية ١٧٩.