الباب السادس في ذكر التكليف وشروطه وتوابعه
  مقصوده لهم(١) أنه خلقهم للنار. وهذه اللام تسمى في اللغة لام العاقبة، نحو قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}(٢). والمعلوم أن غرضهم بالتقاطهم إياه أن يكون لهم ولداً وقرة عين، كما حكى الله تعالى ذلك عنهم بقوله: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٩}(٣) فلهذا التقطوه، لكنه لما كان المعلوم عند الله سبحانه أن عاقبة أمرهم أن يكون لهم عدواً وحزناً جاز أن يخبر عن عاقبة أمرهم، حتى كأنه مقصودهم به، وإن كانوا لم يقصدوا ذلك. وهذا النوع من الكلام معروف في اللغة وبه وردت الأشعار، قال بعضهم:
  أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
(١) في ب بهم.
(٢) سورة القصص آية ٨.
(٣) سورة القصص آية ٩.