الباب السادس في ذكر التكليف وشروطه وتوابعه
صفحة 152
- الجزء 1
  وقال آخر:
  لِدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى ذهاب
  وذلك ظاهر فكأنه تعالى قال: ولقد ذرأنا خلقاً كثيرا نعلم أن عاقبتهم المصير(١)، إلى النار لسوء إختيارهم وقبح أعمالهم، وإن كنا خلقناهم للعبادة والتعريض للجنة. كما أن تقدير الآية الأخرى كأنه قال: فالتقطه آل فرعون والمعلوم من حاله أن يكون لهم عدواً وحزناً، وإن كانوا لم يلتقطوه إلا ليكون لهم ولداً وقرة عين. وكما أن تقدير كلام الشاعر كأنه قال: نجمع أموالاً المعلوم من حالها أنها تصير للورثة، ونبني دوراً المعلوم من حالها أنها تصير إلى الخراب، وإن كنا نعلم أنهم لم يجمعوا الأموال إلا لتكون لهم عدة عند النوائب، ولا بنوا الدور إلا لتكون لهم مأوى يستقرون فيها، وهذا ظاهر، وعلى هذا النحو يجري الكلام فيما يشبه هذه الآية من نحو
(١) في ب المصير ساقطة.