خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب السادس في ذكر التكليف وشروطه وتوابعه

صفحة 153 - الجزء 1

  قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}⁣(⁣١)، فإن اللام في قوله ليزدادوا إثما هي لام العاقبة، فكانه قال: نملي لهم ونحن نعلم من حالهم أنهم يزدادون إثماً لسوء⁣(⁣٢) إختيارهم، فعلي هذا النحو يجري الكلام فيما هو من هذا الجنس.

  وإذا حملت هذه الآيات على هذا التاويل لم يخالف قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}⁣(⁣٣) وأمثالها من الآيات التي قدمنا ذكرها، ولم تخالف أدلة العقول التي دلت على عدله تعالى وحكمته وعظيم رحمته لخليقته، وأنه تعالى: {لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، كما تمدح بذلك في كتابه الكريم.

  [٢] - ومما تعلق المخالف به الآيات التي فيها ذكر الطبع


(١) سورة آل عمران آية ١٧٨.

(٢) في ب بسوء.

(٣) سورة الذاريات آية ٥٦.