الباب السادس في ذكر التكليف وشروطه وتوابعه
  والختم والغشاوة والأكنة والأسدَّة، وظنوا أن لهم في ذلك علقة، وليس فيه ما ظنوه.
  لأن المراد بالطبع والختم علامة يظهرها الله سبحانه على قلوب الكفار ليعرف بها الملائكة $ ما يبطنونه من الكفر، وليميزوا بينهم وبين غيرهم، فيلحقون بهم ما يستحقون من الذم والبراءة واللعن، وذلك في الطبع والختم معروف. يقال: طبع فلان الدرهم والدينار، معناه جعل عليها علامة منقوشة ليُميزا من غيرهما، والطابع هو آلة العلامات. ويقال ختم الباب والكتاب بمعني جعل عليهما علامة يتعرف بها أحوالهما في الصيانة وخلافها، وليس ذلك مانعاً من الإيمان، ولهذا قال تعالى: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥٥}(٢) فأخبر أن قليلاً منهم يؤمنون، فلو كان ذلك مانعاً من الإيمان لما صح من القليل ولا الكثير، ولا يصح أن يقال
(١) في ب والأشدة.
(٢) سورة النساء آية ١٥٥.