خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 33 - الجزء 1

  هذا وجه مما صار مذهب المضيفين إلى الله سبحانه هذه الخبائث مشابهاً منه مذهب المجوس، وإن كان قد أشبهه أيضاً من وجوه أخر.

  منها أنهم يقولون أن من يقدر على الخير كالمؤمن فإنه لا يقدر على الشر، ومن يقدر على الشر كالكافر فإنه لا يقدر على الخير، وهذا نفس⁣(⁣١) مذهب المجوس.

  ومذهبنا بخلافه فإن عندنا أن الكافر قادر على الخير الذي هو الإيمان، ولو لم يكن قادراً عليه لم يكلفه الله تعالي إياه لأنه لا يكلف أحداً ما لا يطيقه، ولذلك فلو لم يكن المؤمن قادراً على الكفر لما جاز نهيه عن فعله، لأن نهي الواحد عما لا يستطيعه قبيح، ولذلك يقبح نهي الأعمى عن نظر العورات⁣(⁣٢).


(١) في ب وهذا هو.

(٢) في ب المحارم يعني العورات.