الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم
صفحة 34
- الجزء 1
  ومنها: أنهم يجوزون أن يثاب الواحد(١) ويعاقب ويمدح ويذم بما لم يفعل، لأنهم يقولون إن الطاعات والمعاصي ليست من العباد، وإنما هي خلق الله فيهم، وهذا(٢) نفس مذهب المجوس، فإنه يروى عنهم أنهم يأخذون عنزاً ويدفعونها من شاهق حتى تسقط، ويضربون رأسها بالخشب، حتى إذا ماتت أكلوا لحمها، وقالوا: قد عصيت الله وسمَّوا لحمها (يزدان فست)، و (يزدان) عندهم إسم لله تعالى، و (فست) إسم اللحم، فكأنهم يقولون هو اللحم الذي لله أو من الله، ويزعمون أن ذلك نزل بها عقوبة لها، مع علمهم أنها لم تفعل شيئاً تستوجب به ذلك. وهذا ما يؤثر عن المجوس فقد وافقهم من أضاف المعاصي إلى الله تعالى في القول بعقاب من لا ذنب له.
  ونحن نقول بخلاف ذلك، لأن عندنا أن الله تعالى لا
(١) في ب الواحد منا.
(٢) في ب وهذا هو.