خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 35 - الجزء 1

  يعذب أحداً إلا بذنبه كما قال تعالى: {... كُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}⁣(⁣١)، وقال: {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٥٤}⁣(⁣٢).

  ومنها أن المضيفين لهذه المعاصي إلى الله سبحانه يقولون إن المعصية من إثنين، أحدهما محمود عليها ومرضي بما خلقه منها، وهو الله تعالى، والآخر مذموم ومسخوط عليه بها وهو العبد، وهذا مثل مذهب المجوس، فإنهم يقولون العالم من صانعين أحدهما محمود والآخر مذموم.

  ونحن نقول بخلاف ذلك، فإن عندنا أن المعصية من العاصي وحده، وأنه يُذم عليها، ويعاقب على فعلها، وليس الله تعالى فيها شُركة، إذ لو كان شريكاً فيها بأن خلقها في العاصي لما نهاه عن فعلها ولا ذمه عليها، كما لم يصح⁣(⁣٣)


(١) سورة العنكبوت آية ٤٠.

(٢) سورة يس آية ٥٤.

(٣) في ب لايصح.