خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 36 - الجزء 1

  شيء من ذلك في الصور والألوان.

  فهذه وجوه قد اقتصرنا عليها من جملة الأمور التي أشبهت مذاهب المضيفين إلى الله تعالى هذه الخبائث مذاهب المجوس، فكانوا بإسم القدرية أحق وأولي.

  والثالث: أنهم يثبتون القدر في كل معصية، ويقولون إن جميع المعاصي الواقعة من أهل الفساد بقضاء من الله وقدره.

  ونحن ننفي ذلك ونقول معاذ الله أن يقضي الله تعالى إلا بالحق، كما أخبر بذلك في كتابه الكريم بقوله: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ}⁣(⁣١). ولا شك في أن المعاصي باطل فلا تجوز نسبتها إلى قضائه تعالى.

  فإذا ثبت أنهم يثبتون من ذلك ما ننفيه كانوا أولى بهذا الإسم، لأن المثبت للشيء هو أولى بأن يشتق له إسم منه


(١) سورة غافر آية ٢٠.