خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 37 - الجزء 1

  دون من نفاه⁣(⁣١)، ألا ترى أن الثنوي إسم لمن أثبت الثاني مع الله تعالى لا لمن نفاه، والمرجي إسم لمن أثبت الإرجاء لا لمن نفاه، والمشبه إسم لمن أثبت التشبيه لا لمن نفاه. فصح أن الذين يضيفون هذه المعاصي إلى القضاء والقدر هم القدرية، دون من ينفي ذلك.

  والرابع: أنهم لهجوا بهذا القول فنسبوا إليه، أما لهجهم فمعلوم أن من ارتكب معصية منهم لم يسأل نفسه إلا بأن يقول هذا بقضاء من الله سبحانه وقدر، ولا شك أن من لهج⁣(⁣١) بشيء نسب إليه، كما يقال:

  فلان تمري ولبني للذي يلهج بذلك ويكثر ذكره.

  ونحن لا نلهج به ولا نكثر ذكره، بل نقول هذه المعاصي والمخازي من فسقة الخلق، والله بريء منها، ولا عذر لهم في الإقدام عليها، فكانوا بإسم القدرية أولى من غيرهم.


(١) في ب دون من ينفي ذلك.

(٢) لهج لهجاً بالشيء ثابر عليه. (المنجد صفحة ٧٣٥).