خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 39 - الجزء 1

  آيات الله أنها بهذه المثابة⁣(⁣١) فنهي النبي ÷ عن مجالستهم نهي واقع في موقعه، لأنهم يكثرون الخوض⁣(⁣٢) في ذلك، وقد نهى الله سبحانه عن مجالسة من هذه حاله بقوله: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}⁣(⁣٣). وثانيها: أنهم بإضافة⁣(⁣٤) هذه الأفعال إلى الله سبحانه جعلوا بعثة الأنبياء $ في نهاية العبث وغاية السفه، لأن الله سبحانه إذا كان عندهم هو المتولي


(١) المثابة الموضع الذي يثاب إليه أي يرجع إليه مرة أخرى. والمنزلة. والمراد بهذه المنزلة.

(٢) يخوض الماء خوضاً وخياضاً، دخله، {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ٤٥} أي في الباطل ونتبع الغاوين، (ترتيب القاموس ج ٢ ص ١٢٧، المنجد ص ١٩٩).

(٣) سورة النساء آية ١٤٠.

(٤) في ب بإضافتهم.