خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 40 - الجزء 1

  لخلق هذه الأفعال، من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان فلا معنى إذاً لإرسال الرسل ولا لأمرهم بدعاء⁣(⁣١) الخلق إلى الطاعة، كما لا يجوز أن يدعوهم إلى الخروج من صورهم وألوانهم، وهذا ظاهر، فإذا كان اعتقادهم لذلك يؤدي إلى أن تكون البعثة للرسل عبثاً كانت مجالستهم التي يذكر عندها ذلك محظورة محرمة.

  ومتى قالوا إن في بعثة الأنبياء فائدة وهي إقامة الحجة على المكلفين. قيل لهم: إن معنى إقامة الحجة هو أن تعرّفهم الأنبياء $ الفرق بين الحلال والحرام، والتمييز بين الطاعة والمعصية، ويحثوهم على فعل الخير ويرغبوهم فيه ويوعدوهم⁣(⁣٢) بالثواب العظيم، ويصرفوهم عن فعل الشر ويتوعدوهم عليه بالعقاب العظيم. فإذا كانت أفعالهم كلها خلقاً من الله تعالى لم يصح شيء من ذلك،


(١) دعاء دعاءً ودعوى، رغب إليه (المنجد ص ٢١٦).

(٢) في ب ويعدوهم.