خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 43 - الجزء 1

  أضر على الإنسان من تناول السموم المهلكة.

  وخامسها: أن من جالسهم من العصاة الذين قد مردوا على المعاصي وسمع عن من يدعي العلم منهم، وينسب إلى الفقه ويتزيا بالصلاح ويلبِّس أحواله على عوام الخلق، أن هذه المعاصي من الله تعالى وأن العصاة لم يبتدعوها من ذات أنفسهم، بل خلقها تعالى فيهم وثبت ذلك في نفسه لم تصح له توبة منها أصلاً، لأن أحد شرائط التوبة وأركانها الاعتراف بالذنب، قال تعالى:⁣(⁣١) {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ}⁣(⁣٢). ولا إشكال في أن الاعتراف أن يقول الجاني جنيت وأسأت وأذنبت وأخطأت فاعذرني واغفر لي، وذلك لا يصح ممن يزعم أن جميع المعاصي خلق الله


(١) في ب كما قال تعالى.

(٢) سورة التوبة آية ١٠٢.