خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم

صفحة 44 - الجزء 1

  تعالى فيه وفي كل عاصي من الخلق، فتكون مجالستهم سادة لباب التوبة على عباد الله.

  وسادسها: أن مجالستهم مجلبة لسوء الظن بالله تعالى، ولاشك أن سوء الظن به مهواة⁣(⁣١) من مهاوي الهلاك كما قال تعالى: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٦}⁣(⁣٢). وبيان ذلك أنهم يقولون إن الله تعالى خلق أكثر الخلق وأوقعهم في الكفر من غير سبب سابق منهم ولا جرم متقدم لهم، وأمر بقتلهم في الدنيا عقاباً لهم على شيء خلقه فيهم، وأعد لهم في الآخرة عذاب النار، فصار بمثابة من يشتري عبداً صغيراً ضعيفا ثم يأمر بتقييده إبتداء لغير جناية منه سابقة، ولا خطيئة


(١) المهواة والهوة والأهوية والهاوية، كل فارغ (ترتيب القاموس ج ٤ ص ٥٤٨).

(٢) سورة الفتح آية ٦.