الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم
صفحة 45
- الجزء 1
  متقدمة، ثم أخذ يذمه على كونه مقيداً، وأمر بقطع يده لأجل ذلك، فلما رأى يده مقطوعة أغلظ عليه التعنيف واللوم بسبب كونه مقطوع اليد، ثم أمر بضرب عنقه عقوبة على ذلك، وفي كل هذه الأحوال لم يجن العبد جناية ولم يقترف جرما(١). ولا شك أن واحداً إذا ظن في غيره هذه الظنون فلم يبق من سوء الظن غاية وراءها. والمضيفون إلى الله سبحانه هذه المعاصي يظنون بالله تعالي هذه الظنون، فمجالستهم تكسب الجليس ذلك فيشقى بهم جليسهم.
  فبان بهذا أنهم هم القدرية المنهي عن مجالستهم، ومما يحقق هذه الجملة أن النهي عن مجالستهم لا بد أن يكون له معني وفائدة، وهي أن يمتنع الناس عنها ولا يختاروا إيجادها، فلو كانت أفعال العباد خلقاً من الله سبحانه
(١) في ب حراماً.