خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[الأدلة العقلية]

صفحة 53 - الجزء 1

  الثاني: أن هذه الأفعال لو كانت مخلوقة لله تعالى فينا لم يحسن الأمر بشيء منها ولا النهي، ولا المدح على شيء منها ولا الذم⁣(⁣١)، ولا الثواب على شيء⁣(⁣٢) منها ولا العقاب، كما لا يحسن شيء من ذلك في الألوان والصور، ولمّا علمنا الفرق بين هذه الأفعال وبين الصور والألوان في جميع هذه الأحكام علمنا أن هذه الأفعال ليست مخلوقة من قِبله تعالي.

  والثالث: أن الحكيم لا يجوز أن يخلق سبَّ نفسه ولا سوء الثناء عليه ولا تكذيب رسله الصادقين ولا الاستخفاف بأنبيائه المكرمين، وهذا عند كل عاقل أظهر من أن يحتاج إلى بيانه⁣(⁣٣)، فلم يجز لأحد أن ينسب خلق شيء من ذلك إلى الله تعالي.

  والرابع: أنه تعالي لو كان خالقاً لذم نفسه الذي وجد من


(١) في ب لم يحسن الأمر والنهي ولا المدح ولا الذم على فعل شيء منها.

(٢) في ب ولا الثواب على فهل شيء منها.

(٣) في ب إلى إثباته.