خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[الأدلة العقلية]

صفحة 55 - الجزء 1

  كل واحد منه تعالى أوجده ولا مزية للبعض على البعض الأخر، فلما كان ذلك باطلاً علمنا أن هذه الأخبار الكاذبة المتضمنة الاعتقادات الباطلة ليست منه تعالي بوجه من الوجوه، وإنما هي من الكذبة عليه والكفرة⁣(⁣١). وفي ذلك صحة ما قلنا من أن أفعال العباد غير مخلوقة منه تعالى، وهذا بين لمن تأمله.

  الخامس: أنه تعالى لو كان هو الخالق والفاعل لما يوجد في العالم من الظلم والكذب والجور لوجب أن يسمى ظالماً وكاذباً وجائراً، كما أنه يسمى بفعل العدل والصدق والإنصاف وخلقه لذلك عادلاً وصادقاً ومنصفاً. وإنما قلنا أن ذلك لازم لهم، لأن الظالم في اللغة إسم لمن فعل الظلم ووجد الظلم من جهته، والكاذب إسم لمن فعل الكذب، والجائر إسم لمن فعل الجور، والخالق للشيء هو الفاعل له، ولا فرق⁣(⁣٢) بينهما في عرف أهل اللغة، فلزمهم على قولهم بأنه تعالي


(١) الكلمة من ب وفي الأصل والكفر به.

(٢) في ب لافرق.