خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[الأدلة السمعية]

صفحة 57 - الجزء 1

  الذين يفعلون أفعالهم بل صرح أنهم الذين يخلقونها في مواضع:

  [أولاً]: أحدها: قوله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}⁣(⁣١)، فصرح تعالى بأنهم⁣(⁣٢) يخلقون الإِفك، ولا شك أن هذا خاص في أفعال العباد.

  وقوله تعالى: و {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}⁣(⁣٣)، وقوله: {كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ٤٩}⁣(⁣٤) وما جرى مجراهما عام، ولا إشكال أن العمل بالخاص واجب فيما يتناوله والعمل بالعام واجب فيما عدا ذلك، وهذا ظاهر عند العلماء.

  والثاني: قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ١٤}⁣(⁣٥) فإن هذا يقتضي أن العباد خالقون لأفعالهم، إذ لو لم يكن في


(١) سورة العنكبوت آية ١٧.

(٢) في ب الذين.

(٣) سورة الرعد آية ١٦.

(٤) سورة القمر آية ٤٩.

(٥) سورة المؤمنون آية ١٤.