[من شبهات المخالفين]
  حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ}(١) ولا تكون الحجة بالغة على الكفار ولازمة لهم إلا إذا كان الكلام على ما قدرنا أن المراد من الخطاب هو الأصنام، وذلك واضح لمن تأمله.
  [٣] ومنها قوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}(٢)، قالوا:
  فالله سبحانه نفى أن يكون معه خالق آخر، فيجب أن تنسب خلق أفعال العباد إليه.
  والجواب: أنه تعالى إنما أراد هل من خالق لهذه البدائع العجيبة من السموات والأرض وما بينهما من النعم السابغة التي تقتضي وجوب شكره وعبادته سواه تعالى، (ولهذا قال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}(٣) فأخبر أنه لا خالق لهذه الأرزاق سواه)(٤) وذلك مما لا شك فيه، ولم يرد بذلك أنه لا خالق للكفر والنفاق سوى الله
(١) سورة الأنعام آية ٨٣.
(٢) سورة فاطر آية ٣.
(٣) سورة فاطر آية ٣.
(٤) ما بين القوسين ساقط في ب.